|
|
اسبانيا تهدي مسرح سرفانتس الكبير في طنجة للمغرب
أضيف في 14 فبراير 2023 الساعة 23 : 12
جديد الصحراء :
أفادت «الجريدة الرسمية» في الرباط أن الدولة الإسبانية قدّمت هبة «لا رجعة فيها» إلى المغرب، وتتعلق بالمسرح التاريخي «سرفانتس» الكبير في مدينة طنجة.
وبموجب مرسوم، يتعهد المغرب بترميم المبنى بالكامل، مع احترام الهندسة الأصلية، سواء بالواجهة أو من الداخل، والحفاظ على التصميم الأصلي للمسرح.
وستنتقل ملكية هذا الصرح الثقافي إلى «المجال الخاص للدولة المغربية»، ولا يمكن نقلها إلى طرف ثالث، وفق ما ورد في قصاصة لوكالة الأنباء المغربية.
وتم نقل هذه الملكية من خلال بروتوكول يشكل، من خلال شكله ومضمونه، اتفاقية دولية. ولهذا الغرض، يتعهد المغرب بتحمل جميع تكاليف الترميم والتجديد والإدارة والصيانة والحفاظ على اسم «المسرح الكبير سرفانتس» وصون رمزيته وتاريخه.
تعود علاقة المغاربة بالمسارح الحديثة إلى العقود الأولى للقرن العشرين، حيث شيدت خلال فترة خضوع المغرب للإدارة الاستعمارية الإسبانية والفرنسية بنايات مسرحية ما زال بعضها قائما إلى الآن.
ففي طنجة بُني سنة 1913 مسرح «سرفانتس»، نسبة إلى الكاتب المسرحي الإسباني الشهير، وكان يسع لحوالي 1400 متفرج، وظلّ يستقبل العروض الفنية المحلية والعالمية، إلى أن صار مهجورا نتيجة غياب الجهة الراعية، إذ بقي تابعا لسلطات مدريد. وفي عام 2006، جرى الاتفاق بين وزارتي الثقافة المغربية والإسبانية على إنقاذ هذه المعلمة من الانهيار، وعلى الرغم من أن الواجهة تبدو في حالة جيدة، إلا أنه كان لا بد من تخصيص مليون درهم مغربي لأعمال التدعيم والترميم لتفادي خطر الانهيار.
وفي عام 2011، بادرت مجموعة من الإسبان وأهالي طنجة بتأسيس جمعية «دعم ما ينهار»، بهدف الحفاظ على مسرح «سرفانتس» من خلال تحويله إلى مجمع ثقافي مخصص للفنون المسرحية والموسيقية، فضلا عن كونه تراثا تاريخيا قادرا على التحول إلى قبلة للسياحة الثقافية.
وشهدت مدينة تطوان بناء منشأتين مسرحيتين، هما: مسرح «المصلى القديمة» أو مسرح «الملكة فيكتوريا» الذي بني عام 1914، ومسرح «إسبانيول» الذي بني عام 1923، وظل يستقبل عروض «الفلامينكو» وغيرها من العروض الفنية، قبل أن يتحول خلال خمسينيات القرن الماضي إلى قاعة سينمائية يمكن أن تستقبل ألف متفرج. وما زالت هذه القاعة قائمة إلى اليوم، وتستقبل العروض المتنافسة في إطار المهرجان الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية.
وفي مدينة الدار البيضاء، قامت السلطات الاستعمارية عام 1920 ببناء «المسرح البلدي» الذي كان ولوجه في البداية مقتصرا على «غير المغاربة»، واستقطب العديد من الفرق المسرحية والموسيقية العالمية، حيث خلق حركة ثقافية قوية في المدينة لمدة 62 عامًا، ستنتهي عام 1984، تاريخ هدم هذا المسرح الذي سبق أن تولى إدارته الفنان المسرحي الراحل الطيب الصديقي.
ويعزو متتبعون سبب الهدم إلى تضايق السلطات المغربية آنذاك من الحفل الفني الحاشد الذي أحياه النجمان اللبنانيان أحمد قعبور ومارسيل خليفة تضامنا مع المقاومة الفلسطينية.
وقد وثّق الطيب الصديقي ذلك الحدث المؤلم في مسرحية حملت عنوان «العشاء الأخير أو ليلة هدم المسرح البلدي».
وفي مدينة الجديدة، أنشئ عام 1923 «المسرح البلدي» الذي أوكلت مهمه تنفيذه إلى المهندس المعماري الفرنسي «دولابورت» Delaporte بعد انتهائه من مشروع المسرح البلدي للدار البيضاء، واشتمل مشروع مدينة الجديدة على بناء قاعة للحفلات على مساحة 900 متر مربع تتسع لـ 1500 فرد، ويمكن تحويلها بسهولة إلى مسرح يصل عدد مقاعده إلى 500.
وبعد خضوعه لعملية تجديد عام 2012، صار هذا المسرح يحمل اسم «عفيفي»؛ تخليدا لذكرى مديره السابق، بين عامي 1969 و1974، الممثل والمخرج الشهير الراحل ابن مدينة الجديدة محمد سعيد عفيفي.
وكانت مدينة الرباط عام 1962 على موعد مع افتتاح مسرح «محمد الخامس» الذي كان يُستخدم في البداية كقاعة سينمائية، وفي أوائل عام 1964، كلف العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني الفنان محمد عزيز السغروشني بإدارة المسرح ليكون شاملا للفنون الاستعراضية برمّتها؛ خاصة وأن هندسة مسرح محمد الخامس لم توجد من أجل الفن المسرحي بالمعنى الكلاسيكي المعروف. فمن المعلوم أن قاعة المسرح تكون ذات هندسة مناسبة لهذا الفن، وشرفاتها تطل المتفرج على الخشبة، ليتاح له الإصغاء الجيد للحوارات وتتبع ملامح الممثلين والممثلات وحركاتهم.
والجدير بالذكر أن هذه المؤسسة التي احتضنت على امتداد سنواتها الستين العديد من العروض الفنية والمهرجانات والأحداث الكبرى (كأمسيات الشاعر الفلسطيني محمود درويش) توالى على إدارتها بعد السغروشني كل من المخرج الراحل جمال الدين الدخيسي والممثل عبدو المسناوي والإداري محمد بنحساين.
متابعة
|
|
|
|
|
النادي البلدي النسوي لكرة القدم
|
|
|
 |
كأس العالم لكرة القدم النسوية 2023
|
|
|
 |
|
|