afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

نطبل لولد الرشيد و ماذا بعد؟

جديد الصحراء: علي التومي

 

استطاع مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس بلدية العيون خلال سنوات قليلة، أن يقفز بواقع هذه المدينة الذي لم يكن أبدا مشرفا للصحراويين الى مكانة تليق بأهلها، واستطاع خلال مدة وجيزة أن يحقق ما عجز عنه سابقوه بأن أصبحت عاصمة الاقاليم الصحراوية مناكفا حقيقيا ومنافسا شرسا لكبرى المدن المغربية على الصعيد التنموي، ولم يأت ذلك بمحض الصدفة وإنما نتيجة لعوامل عديدة أهمها أن الرجل وضع استراتيجية على المدى القريب لإقلاع المدينة في كل المجالات، وهو الذي تسلم مفاتيح بلديتها وكأنها مدشر من مداشر المغرب العميق، فلا فضاءات لاستجمام أهلها ولا بنيات تحتية ولا هم يحزنون، كما أن كاريزما الرجل المتمثلة في غيرته على واقع المنطقة وأهلها شاهد على ذلك..وهي نقطة يقر بها منافسوه قبل مناصريه، فعندما يعد يفي وعندما يقول يفعل وعندما يخطط تجسد كل مخططاته على أرض الواقع باينة للعيان لا غبار عليها…

قد يقول قائل أننا نطبل لحمدي ولد الرشيد، ومنجزاته وحدها تطبل له، وقد يقول ثان أن الكلام ينقصه كثير من الواقعية وأنه لا يخرج عن نطاق الزوبعة في الفنجان،متناسين أن الفنجان يحمل أجود أنواع البن دون جعجعة ولا طحين، وقد يقول ثالث أن أي شخص مكانه قد يفعل ما فعل، وأصوات الناخبين حصدها وحده مزكين فعل الرجل لا غيره، ورابع وخامس وسادس قد يتفقوا أن الرجل لم يفعل شيئا يذكر لمدينة العيون وكأن الرمد أصاب أعينهم، وأقول بكل تواضع ما الشيء الذي من شأنه أن يفعل لتنمية المدينة ولم يفعله الرجل، وهو الذي كان بإمكانه أن يقتصر على ميزانية بلديتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ويتراجع كنظرائه إلى الخلف..

كان بالإمكان أن يقتصر على ترقيع شوارعها كما يفعل معظم رؤساء بلديات مدن الصحراء..

كان بالإمكان ألا يعطي أحدا فلسا من أموال المبادرة التي عممها على فقراء وضعاف المدينة، ويقتصر في صرفها على ذاته وحده، ذلك الأنا البراغماتي الذي يسكن كل واحد فينا، لكنه لم يفعل، عكس ما يقوم به رؤساء آخرين حتى بتنا أكثر إيمانا أن أموال المبادرة متواجدة في العيون وحدها..

كان بالإمكان أن يجلس في بيته ويعطي تعليماته لنوابه ومستخدميه لينوبوا عنه في أموره كلها، لكنه لم يفعل..أتعلمون لماذا؟؟

لأنه وبكل بساطة “حر مولانا” لا يقبل الاهانة والمهانة ” وشكال للصحراويين”..

لكن الرجل مصر للوقوف على الصغيرة قبل الكبيرة، تجده في الأزقة والشوارع، عند مطارح النفايات تجده

لا يتكبر عليها عكس كثيرين..

تجده في الملاعب التي أحياها بعد موتها، وبعد أن كانت مرتعا للفساد والمفسدين..

تجده في المستشفيات تعين المرضى ويقف على جودة الخدمات المقدمة لهم..

تجده داعما لكل أنشطة أبناء المدينة دون تمييز أو تفرقة..بالله عليكم قولوا لي ما المكان الذي لا تجدون فيه بصمة من بصمات الرجل..

ومهما قلنا أو سردنا فلن نوفي الرجل حقه، وللأسف الشديد لا يتسع لمجال لذكر كل ما زرع وكل ما حصد، ولكن اعداء النجاح لا يرون الا الجزء الفارغ من الكأس على الرغم من أنها فاضت بعد أن امتلأت عن آخرها..

نحن نحتاج لأكثر من حمدي في الصحراء ان وجدوا اصلا..نحتاج شبيها به في كليميم واسا والزاك وافني والطنطان والطرفاية والسمارة وبوجدور والداخلة..نحتاج شهامة كشهامته و “رقبة ما يقطعوها السيوف”، نحتاج رجالا من طينته لا أنصاف الرجال الذين يقتصرون على الصراخ والعويل كنساء الحمامات، نحتاج لأحد يفهمنا يقرأ أكفنا، يعرف ما نريد..

نريده مثله بكل ألوان الطيف..يسعنا جميعا بكل متناقضاتنا..

وأختم كلامي هذا بهذه الأبيات:

 

 أعرض عن السافل السفيه فكل ما قاله فيه…… و ما ضر الفرات يوما أن خاض بعض الكلاب فيه.

 

ذاك نهر الفرات فاحب القصيدة / من جلال الخلود معنى فريدا‏‏.

 

باسماً للحياة عن سلسبيل / كلما ذقته طلبت المزيد.ا‏‏

 

هذا الفراتُ لقدْ كانتْ شواطئُهُ / خَضراءَ.

banner ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد