afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

“سفينة الشباب تسير عكس التيار”بقلم أحمد سالم ديدا

جديد الصحراء الرياضي : احمد سالم ديدا


يُقال بأنه لا توجد رياح مواتية لسفينة بلا وجهة .

هذا هو الدور الذي تقوم به الإدارة ، إنها تدير دفة السفينة نحو الوجهة المقصودة .
 ما كان عليه حال نادي شباب المسيرة  منذ بداية الموسم ، يعكس حقيقة  السفينة الواضحة الوجهة .
إن ما وصل اليه هذا النادي أصبح على لسان الجميع ،  سواء من كان يتوقع ما صار إليه مصير النادي أو من كان يستبعد وقع الكارثة .
إننا في الحقيقة نعلم تمام العلم ما يجري داخل هذا الكيان ، و نعلم أيضا من يترنح داخل قفص الاتهام  ،  و نعلم من كان له الدور الكبير في جلب  الكوارث التي لا تقوى عليها البنية التحتية لهذا النادي الذي يرتكز على قنوات صرف هشة  لا تمرر قطرة ماء واحدة  بسبب هندسة مهندس من مدينة بن سليمان  ليترك خلفه مجموعة من الأوحال التي تعيق تدفق الماء  .

” إن الخصال التي تجعل أي  إنسان ناجحا هي الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على توقع الفشل ”  
غابت الجرأة في كل شيء ، و غاب الجميع عن الساحة ، و غاب المسؤول الأول  ،  و غاب كل من كان يعمل تحت إمرِة المهندس ، لأن الأمر أصبح مرهون بما يتقاضاه  مقابل الحضور و مساندة الفريق ،  إلا قلة قليلة ممن كان لهم شرف محاولة في إصلاح ما خربه المهندس ، لكن جاءت المحاولة في الدقائق الأخيرة من احتضار النادي .
نعم ، هذه هي الحقيقة التي يعشيها فارس الصحراء الذي مر من كبوة تلو الأخرى إلى أن سقط ضحية من جعلوا  منه بقرة حلوبا يرضع من ثديها أصناف لم نعرف لهم اسما و لا وجهة منذ زمن بعيد .
 
في الحقيقة و ” ما يؤلم حقا هو مصير اللاعبين الذين ضحوا مع الفريق و غامروا بمستقبلهم بعدما ضاعت منهم فرص سانحة للتحليق بعيدا مع أندية أخرى … ” و ما يؤلم أكثر هو مصير الفئات العمرية التي كانت تحلم و تطمح إلى الأفضل و تسعى جاهدة رفقة مكونيها الذين ضحوا بكل شيء من أجل بناء مستقبل أجمل  و تطوير مستواهم للوصول إلى أفضل نتيجة ،  و خير دليل ما قدمه لاعبو فئة الأمل رفقة المدرب الكوري الكاسمي في المباراة الأخيرة رغم الظروف التي مروا بها .
 
 إن كل مشروع يرتكز على مثل هذه السياسة الخبيثة و الشنيعة مرهون بالفشل مهما طال الزمن أو قصر . سياسة الكذب و التهرب من المسؤولية و الفساد و إسكات أفواه المتملقين بالدراهم و إهمال الفئات الصغرى و ذر الرماد في العيون و تسليط الضوء على جانب دون آخر و تكرار الأخطاء و الاستمرار في المناصب  و الصرعات الشخصية ، و كل ما يخطر على بالكم من سياسة حمقاء .

سقط النادي و لم تنتهي الحكاية .

نادي أتليتيك الزمامرة الذي تصدر صبورة الترتيب و صعد بجدارة و استحقاق الى القسم الأول من البطولة الإحترافية لم يكن له من الإمكانيات المادية مثل ما نراه في  نادي شباب المسيرة الذي غطس في  بحر الأموال الهائلة و لم يستطع تجاوز المراكز الأخيرة منذ نشأته إلى اليوم . غابت المسؤولية و تبخر حلم الصعود في كل سنة بسبب أفضل المهندسين في العالم .
هي سياسة كانت منذ البداية ، عندما كان النادي ضمن البطولة الإحترافية الأولى ، حيث  كان ينهي الموسم دائما في المركز ما قبل الأخير أو المراكز  الأربعة الأخيرة مستنجدا بالفرق الأخرى الى ان سقط على يد من أسقطه بالأمس و سقطت معه أحلام الكثير و تبخر أمل الأجيال في منطقة لم نستوعب بعد أنها نائية و قاحلة التسيير إلا في أماكن نشهد لها بالمحاولة .
فهل يا ترى سيتغير شئ في سياسة هذا النادي بعد السقوط ؟
هل يوجد اصلا من  يطمح إلى التغيير  ؟
و هل سيتحرك الضمير الكروي لإنقاذ الأجيال الصاعدة ؟ و من سيقود السفينة بعد فشل ربانها لعدة سنوات ؟

banner ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد